أم المؤمنين خديجة بنت خويلد رضي الله عنها: نموذج للإيمان والدعم في رمضان

أم المؤمنين خديجة بنت خويلد رضي الله عنها: نموذج للإيمان والدعم في رمضان

في شهر رمضان المبارك، شهر الإيمان والتضحية، نستذكر شخصية عظيمة تركت بصمة لا تُمحى في تاريخ الإسلام، إنها أم المؤمنين خديجة بنت خويلد رضي الله عنها، أول من آمن برسول الله صلى الله عليه وسلم، وساندته في أصعب الظروف.

نسبها و نشأتها

خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي القرشية الأسدية، أمها فاطمة بنت زائدة, ولدت بمكة، ونشأت في بيت شرف ووجاهة, ، و كانت ذات شرف ومال، تستأجر الرجال في مالها.

زواجها بالرسول

أرسلت السيدة خديجة رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الشام بصحبة غلامها ميسرة, ولما عاد، أخبرها الغلام بما رآه من أخلاق الرسول صلى الله عليه وسلم، وما لمسه من أمانته، فرغبت به زوجًا وعرضت عليه الزواج, تم الزواج قبل البعثة بخمس عشرة سنة، وللنبي ﷺ خمس وعشرون سنة، بينما كان عمرها أربعين سنة, رزقهما الله ستة من الأولاد.

قصة إيمان ودعم

كانت خديجة رضي الله عنها امرأة ذات مكانة مرموقة في مكة، عرفت برجاحة عقلها وطهارتها, عندما نزل الوحي على النبي صلى الله عليه وسلم في غار حراء، عاد إليها مرتجفًا، فاحتضنته وطمأنته، وآمنت به دون تردد, لم يقتصر دعم خديجة رضي الله عنها على الجانب المعنوي، بل كانت سندًا ماليًا ومعنويًا للرسول صلى الله عليه وسلم في بداية الدعوة، فقد أنفقت من مالها بسخاء في سبيل الله، ووقفت بجانبه في وجه أذى قريش.

عبرة من القصة: فضل الإيمان في رمضان

تتجلى في قصة خديجة رضي الله عنها قيمة الإيمان الصادق في شهر رمضان، ففي هذا الشهر الفضيل، يتضاعف الأجر، وتتفتح أبواب الجنة، ويتجلى فضل الإيمان فيما يلي:

التصديق والثبات: الإيمان الحق يجعل المسلم ثابتًا على الحق، مهما كانت الظروف، كما فعلت خديجة رضي الله عنها عندما آمنت بالرسول صلى الله عليه وسلم في بداية الدعوة.

الدعم والمساندة: الإيمان يدفع المسلم إلى دعم إخوانه المسلمين ومساندتهم، خاصة في أوقات الشدة، كما فعلت خديجة رضي الله عنها عندما أنفقت مالها في سبيل الله.

التضحية والعطاء: الإيمان يجعل المسلم مستعدًا للتضحية بوقته وماله وجهده في سبيل الله، كما فعلت خديجة رضي الله عنها عندما ضحت بمالها وراحتها في سبيل الدعوة.

دورها في نصرة الرسول

هيأت للنبي ﷺ بيتًا هانئًا، وواسته بنفسها ومالها, ثبتته وصدقته عندما جاءها خائفًا يرتجف, كانت أول من آمن بدعوته إلى الإسلام من النساء والرجال, وهبت نفسها وبيتها لخدمة المسلمين، واستغلت مكانتها في دفع الأذى عن رسول الله ﷺ, بشرها الله ببيت في الجنة من اللؤلؤ المجوف.

فضلها من شواهد السنة النبوية

قال النبي ﷺ: “أفضل نساء أهل الجنة خديجة بنت خويلد، وفاطمة بنت محمد، وآسية بنت مزاحم امرأة فرعون، ومريم ابنة عمران”, وبشرها ببيت في الجنة من قصب، لا صخب فيه ولا نصب, لم يتزوج النبي ﷺ عليها حتى ماتت، وكان يذكرها ويُبالغ في تعظيمها.

وفاتها

توفيت رضي الله عنها قبل الهجرة بثلاث سنين، ودفنت بالمعلاة، وكان عام وفاتها يسمى عام الحزن.

في شهر رمضان، شهر التوبة والإنابة، لنتأسى بأم المؤمنين خديجة رضي الله عنها، ولنجدد إيماننا، ونسعى إلى دعم إخواننا المسلمين، ونتقرب إلى الله تعالى بالأعمال الصالحة.

أمال سعاد سوداني

wbc-medea

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *