تيزي وزو: انطلاق فعاليات مهرجان فضة اث يني في طبعته الـ 18
اشرف صبيحة أمس الأمين العام لولاية تيزي وزو مليود فلاحي رفقة السلطات المحلية على اعطاء اشارة الانطلاق لفعاليات مهرجان فضة اث يني في طبعته الـ 18 وهذا بمشاركة العديد من الحرفين قادموا من مختلف ولايات الوطني ومن بلدية اث يني مازالت قرية آث يني اليوم تشتهر بصناعة حلي الفضة التقليدية في الجزائر، ومازال صنّاعها يبرعون في نقش التاريخ ورسم الذاكرة على أساور وأقراط نسائها، ومازال السياح والعرسان الجدد يقصدونها لاقتناء حاجياتهم من الحلي لأفراحهم ومناسباتهم و في سياق الموضوع، تتداول حكايات شفوية عن تاريخ نشأت حرفة صياغة الفضة في قرية آث يني؛ من بين تلك الروايات المتداولة والمشهورة، هي انتقال عائلة من قلعة آث عباس الواقعة في مدينة بجاية إلى قرية تاوريث ميمون (إحدى القرى السبعة التي تشكلها البلدية) قصد الاستقرار، وتصاهرت العائلة البجاوية مع عائلة من آث الأربعاء، وأفضى هذا الزواج والارتباط إلى تَتَلمُذ واقتباس حرفة صناعة الحلى القبائلي من طرف كافة نساء ورجال قرية آث يني. ويتميز الحلي القبائلي التقليدي على الحلي التقليدي الأوراسي أو الشاوي والقسنطيني، أنه يُلَون في صناعته وأشكاله، ويُصبغُ ويُزوّقُ بالألوان كالأخضر الذي يرمز إلى فصل الربيع، ولون الأصفر الذي يوحي إلى الشمس، ولون الأزرق عنوان صفاء السماء وزرقة البحر، ويتأثث الحي القبائلي بالأحجار الكريمة من المرجان الحمراء، سواء على شكل حجرة أو نبتة بحسب العقد أو القرط أو الأختام أو الخلخال أو المشبك، في حين الحلي التقليدي الاوراسي أو القسنطيني غالبا ما يحافظ على اللون الأبيض الصافي أو الفضي الخالص. في سياق الموضوع، تتمسك المرأة القبائلية بالحلي التقليدي، ويعود ذلك إلى عادات احتفالية تعبّر عن تمسكها بالأناقة والذوق السليم والرفاهية والتركيز على القيمة الجسدية،رغم أنها تنحدر من الوسط الريفي والقروي. هذا التشبث بالجمال وأدواته التزينية يقطع الصورة النمطية عن المرأة الريفية على أنها متوحشّة ومتخلفة وغير متعلمة ولا ذوق لها. وعكس التفكير النمطي السائد عن المرأة الريفية، أظهر تمسك المرأة القبائلية والشاوية وحتى نساء الطوارڨ بفكرة أن لباس الزينة هو الجانب الحقيقي والواقعي لمفهوم الأنوثة غير الحضرية أو المتمدنة تعمل جمعيات ثقافة مهتمة بالتراث على إدراج صناعة المسوغات الفضية في منطقة آث يني ضمن التراث العالمي إلى هنا، تعمل جمعيات مهتمة بالحلي التقلي وحرفي المنطقة والمهتمين بالشأن الثقافي على تصنيف الحلي والمجوهرات التقليدي المصنوعة بالفضة ضمن التراث العالمي المعترف به من طرف اليونسكو.
رابح أعراب