زائر الصالون الدولي للكتاب يعد الأمتار أم يخاطب الأفكار
على مشارف الاختتام للصالون الدولي للكتاب تحت شعار “إفريقيا تكتب المستقبل” في طبعته السادسة والعشرين (٢٦) إقبال الزائرين لا يضاهي فكرة المازحين،بينما تضمحل فصة العابرين في هذا الصرح الثقافي ليقول الغير أن المقروئية باتت شهيدة في مسار التاريخ،هل هذا صحيح؟تشهد هذه الطبعة من الصالون الدولي للكتاب إقبالا غفيرا عليه يجوبون أبهاءه، وبمشاركة ما يزيد عن 1000 دور نشر وناشر ومنشور أفادوا بأن هذا الإقبال ما هو إلا زيارة وتفقد مريض الذي هو حال الكتاب،وهذا ما ألح على المؤلفين بأن يقولوا أن نسبة المقروئية تراجعت ولعل ارتباط السبب الرئيسي بالغزو الالكتروني الذي اجتاح حروف القلم ويات ظليلا محروما من حقه،وبالتالي هذا يشكل خطرا على مجتمعنا من باب الثقافة والتثقيف،وحسب تصريحات البعض من المشاركين في المعرض والمتواجدين كاتحاد الكتاب الجزائريين قام بتقسيم أحد أعضاءه الطبقة الكتابية إلى ثلاث؛ فأطلق على الأول بالكاتب “الخبزيست” وهذا من يرى الكتاب لقمة عيش وتجارة بمملكة الإبداع، أما الثاني هو “الكاتب البريستيج” الذي يتباهى بعضلاته الكتابية مدعيا المثالية وهو يتستر تحت غطاءها بسرقة منه حرف وفكر لا ينسب إليه فيجب محاربته ومواجهته، والأخير هو “الكاتب المثقف الحر” صاحب القلم والكتاب الذي يكرس جل حياته للإبداع الحرفي الراقي، وفي وجهة نظر عضو آخر حول المقروئية رجحت قلة نسبتها في المجتمع هو العائلة بحيث من المفترض أن تربي طفلها وتثقفه على فن الكتابة والقراءة من المهد إلى اللحد بسلاسة تامة تتنافى مع العشوائية العابرة للحياة التربوية إلى جانب نشر قيمة الكتاب في المجتمع من خلال وسائل الاعلام والتكنولوجيا بما أننا نخاطب الجيل الجديد الرقمي والتكنولوجي لكن بغرس ثقافة الكتاب الورقي في ثناياهم لأنه يبقى الأصل والأصيل .ومن إطار آخر يصرح البعض من العارضين في المعرض بأن الإقبال يكون على الجانب الروائي أكثر من الأكاديمي من كل سنة إلا أنه في تراجع هذه الآونة الأخيرة والقلة القليلة من يتجهزون ببضاعة الكتاب الأكاديمي وجلها من دور نشر المشرق العربي لصعوبة التواصل معهم في الأيام العادية، في حين لاحظنا جديدا مس هذا الصرح وكان معاكسا للسنوات السابقة هو أن الطفل والشاب الجزائري أصبح يتفنن في تعلم اللغات، والحديث هنا عن الانجليزية وغيرها من اللغات فمبيعات الكتب الانجليزية لهذا العام في تزايد مقارنة بالسابق وبالتالي هنا رفع شعار الثقافة والتعلم.كما يجب على القارئ في هذا الصالون أن لا يبق سجين المكان بل صديق حرف الزمان، ويراجع فكرة الاحتضان لكتاب كان يوما ملجأ لكل انسان، ولا بد من إكمال قصة الحيوية والفعالية لهذا الصالون ومواصلة مشواره عبر الزمان لكل الأجيال.
رونق قانة