جدل في فرنسا حول العلمانية: طالبة تصفع معلمتها بعد خلاف على “السترة الإسلامية”
أثارت حادثة وقعت في ثانوية “جان جوريس” بمدينة “مونتروي بفرنسا” جدلا واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي. وارتبطت الحادثة بطالبة في المرحلة الثانوية صفعت معلمتها بعد تعليقها على لباسها الذي وصفته بـ”السترة الإسلامية”. ورأت المعلمة أن لباس الطالبة يحمل “دلالات دينية” تشبه العباءة. ففي بداية العام الدراسي 2023، أعلن وزير التعليم الفرنسي، “غابريال أتال”، حظر ارتداء “العباءة” في المدارس، معتبرا أن ارتداء هذا الزي يشكل انتهاكا للقوانين العلمانية الصارمة في مجال التعليم.
وصرح “أتال” بأن “ارتداء العباءة في المدرسة لن يكون ممكنا بعد الآن”، مشددا على ضرورة وضع “قواعد واضحة” على المستوى الوطني ليتم اتباعها من قبل مديري المدارس ابتداء من 4 سبتمبر. من جانبه صرح الرئيس الفرنسي “إيمانويل ماكرون” خلال زيارته مدرسة ثانوية جنوب فرنسا، قبل ثلاثة أيام من بدء العام الدراسي، “إن حكومته لن تدع أي شيء يمر، وعلى السلطات أن تتعامل بشكل حازم مع محاولات تحدي النظام الجمهوري”. وفي يوم الحادثة، أدلت معلمة التربية البدنية في ثانوية “جان جوريس” بملاحظة للطالبة التي كانت ترتدي سترة طويلة فوق زيها المدرسي. ولكن الطالبة رفضت الاستجابة لطلب المعلمة، وسرعان ما تطور الوضع إلى أن قامت الطالبة بالبصق في وجه معلمتها ثم صفعها، من جانبه، علق المحامي “سيفين جيز جيز” متسائلا: “هل السترة الإسلامية هي سترة يلبسها العربي؟”.
ووفقا لما ذكره معلمون في المؤسسة فقد أشارت المعلمة إلى أن ملابس الطالبة لم تكن مناسبة لحصة التربية البدنية نافين أن يكون الحادث مرتبطا بدلالات دينية. وأن إدارة المدرسة أوضحت أن الطالبة حضرت حصة التربية البدنية مرتدية ملابس رياضية عادية، ولكنها ارتدت فوقها سترة طويلة ذات دلالات دينية. ونتيجة للحادثة، أوقفت الطالبة احترازيا، بانتظار عرضها على مجلس التأديب خلال عشرة إلى خمسة عشر يوما. وخلال فترة الإيقاف، منعت الطالبة من دخول المدرسة لحين صدور القرار النهائي. كما تقدمت المعلمة بشكوى إلى مركز شرطة “مونتروي” يوم الأربعاء الذي تلا الحادثة، وأكدت المؤسسة دعمها القانوني للمعلمة من خلال تغطية التكاليف القانونية وتوفير الدعم النفسي والإجازات المرضية. وقد فتحت النيابة العامة في “بوبيني الفرنسية” تحقيقا بتهمة “العنف ضد شخص مسؤول عن مهمة الخدمة العامة”. للإشارة كانت فرنسا، التي تضم أكبر أقلية مسلمة في أوروبا، سبق أن حظرت ارتداء الحجاب الإسلامي في المدارس الحكومية عام 2004.
زينب مداني