الجلفة: العطش والتهميش في قرية القعو… حين يُمنع الماء باسم “الإجراءات”

الجلفة: العطش والتهميش في قرية القعو… حين يُمنع الماء باسم “الإجراءات”

بين صمت الطبيعة وقسوة البيروقراطية، تستمر معاناة سكان قرية القاعوا، التابعة لبلدية أم العظام بولاية الجلفة، مع أبسط مقومات الحياة: الماء. ففي منطقة تعاني أصلاً من العزلة وندرة التنمية، جاء قرار منع حفر بئر تبرعت به جمعية محلية ليعمّق جراح سكان أنهكتهم سنوات طويلة من التهميش والنسيان.
رئيس البلدية برر قراره بـ”غياب التراخيص” القانونية، غير أن السكان يرون فيه عذرًا غير مبرر لحرمانهم من حق إنساني أساسي، خصوصًا أن المنطقة تعيش حالة شبه كارثية في التزود بالمياه، وسط غياب كلي للبنية التحتية والخدمات الأساسية.
“نعيش في منطقة منسية”
السكان عبّروا عن غضبهم ومرارتهم من القرار الذي وصفوه بـ”الظالم”، حيث قال أحدهم: “لا ندري إن كنا ننتمي إلى الجلفة أم إلى مسعد… نحن مجرد نقطة في هامش خريطة لا يهتم بها أحد”. هذا التصريح يكشف حجم الفجوة الإدارية التي تضع قرية القاعوا على هامش التنمية، وسط تقاطع إداري بين ولاية الجلفة والولاية المنتدبة مسعد، ما يحوّل أبسط المشاريع إلى رهينة لمراسلات وتراخيص قد لا تأتي أبدًا.
الماء… حق لا رفاهية
ما يزيد من حدة الاستياء أن المشروع لم يكن استثمارًا خاصًا أو مطلبًا ترفيهيًا، بل مبادرة إنسانية لحفر بئر توفر الماء لعشرات العائلات، وتخفف من معاناتهم اليومية. ومع ذلك، وُوجهت المبادرة بجدار من الإجراءات، وكأن حياة الناس لا تهم ما لم تُختم بخاتم إداري.
دعوات للتدخل العاجل
في ظل هذا الوضع، يطالب المواطنون بتدخل عاجل من والي ولاية الجلفة السيد جهيد موس، ووالي الولاية المنتدبة لمسعد السيد داودي عادل، من أجل فك الحصار الإداري والتنموي عن القرية، وتمكين سكانها من أبسط حقوقهم في الماء والعيش الكريم، بعيدًا عن التعقيدات التي تعكس واقعًا مؤلمًا لفشل السياسات المحلية في الإنصات لصوت المواطن.
صرخة منسية في وطن واحد
قرية القعو ليست الوحيدة، لكنها اليوم الوجه الأوضح لقرى ومداشر كثيرة في الجزائر لا تزال تنتظر نصيبها من التنمية، في وقت يكثر فيه الحديث عن العدالة المجالية وتكافؤ الفرص.
وليد شيلالي

wbc-medea

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *