ارتفاع كبير لمشتريات الجزائر من القمح الروسي
سبق لوزير الزراعة الروسي، دميتري باتروشيف، أن أكد شهر أكتوبر الماضي، أنّ حجم التجارة الثنائية في مجال المنتجات الزراعية بين روسيا والجزائر تضاعف في نهاية تسعة أشهر من عام 2023، وبلغ حوالي 700 مليون دولار.
وهذا ما تؤكده المفاوضات الحديثة بين البلدين، والتي تشير إلى ارتفاع كبير في مشتريات الجزائر من القمح الروسي، مع توقعات تصل إلى 2.5 مليون طن بحلول نهاية حملة 2023/2024 في جوان المقبل.
وقد شارك إدوارد زيرنين، رئيس اتحاد مصدري الحبوب الروسي، هذه المعلومات خلال بعثة تجارية في الجزائر، حيث قال لوكالة “انترفاكس” الروسية: “الجزائر هي واحدة من أكبر مستوردي الحبوب في العالم وتمثل سوقًا رئيسيًا للقمح الروسي. مع زيادة مستمرة في كميات العرض من موسم إلى موسم”، قال زيرنين لوكالة إنترفاكس، مؤكدًا أهمية هذه العلاقة التجارية المتنامية.
ومنذ بداية الموسم الحالي حتى جويلية 2023، تجاوزت صادرات القمح الروسي إلى الجزائر بالفعل 1.3 مليون طن، مقارنة بـ 340،000 طن في نفس الفترة في العام السابق (2022/2023)
و أكد زيرنين أنّه بحلول نهاية الموسم في جوان 2024، قد تصل الصادرات إلى 2.5 مليون طن، وربما أكثر إذا تم احتساب زراعة العلف.
ويعود هذا التقدم الكبير إلى الاتصالات التجارية المباشرة التي أُقيمت في إطار مبادرات “دبلوماسية الحبوب” التي يقوم بها اتحاد مصدري الحبوب الروسي بالتعاون مع وزارة الزراعة وروسيلكوزنادزور ومركز أقروإكسبور.
وأوضح زيرنين: “خلال البعثة التجارية الجارية، كان لدى التجار الروس فرصة لمناقشة توسيع إمدادات الجزائر بالقمح وزراعة العلف، وتقديم الوثائق اللازمة للحصول على الاعتماد الحكومي كموردين”
يُذكر أن الجزائر قامت في نهاية عام 2020 بتعديل شروطها المتعلقة باستيراد القمح، مما فتح الباب أمام القمح الروسي، الذي يتمتع بتقرير جودة-سعر مميز، لدخول السوق الجزائرية اعتبارًا من عام 2021. ووفقًا لبيانات أقروإكسبور . بلغت صادرات روسيا من القمح إلى الجزائر في عام 2022 قرابة 400 مليون دولار، أي أربع مرات أكثر من العام السابق.
ويُلاحظ أيضًا أنّ القمح الروسي قد نجح في الفوز بحصص سوقية من مصادر أخرى في السوق الجزائرية. خاصة القمح الفرنسي الذي يشهد تراجعًا صافيًا في السنوات الأخيرة على أسواقه التقليدية في شمال أفريقيا.
وتحتل الجزائر المركز الثاني كأهم سوق للقمح في إفريقيا بعد مصر، حيث يستهلك البلد سنوياً 11 مليون طن، ومن هذه الكمية يتم تلبية ثلثها فقط من إنتاج محلي، مما يعزز اعتمادها على واردات القمح الأجنبي.
في عام 2023، ووفقًا لمديرة الإدارة التحليلية لاتحاد الحبوب الروسي، يلينا تيورينا، “يمكن لروسيا تسليم ما يصل إلى 3.5 مليون طن من القمح للجزائر. مع ضمان تأمين أكثر من 40٪ من وارداتها من قمح الطحين”. مضيفةً أنّ “الجزائر في عام 2022 أضحت تعتمد على روسيا كممون رئيسي للقمح، بعد تخليها عن فرنسا بسبب دوافع سياسية”
واستفاد القمح الفرنسي من التقارب الحاصل بين الجزائر وباريس، على الصعيد السياسي، ما أدى إلى انتعاش العلاقات بين البلدين على الصعيد الاقتصادي وانتشلها من حالة الجمود الذي فرضته التوترات السياسية بين 2019 و2022. بالإضافة إلى الضغط الذي فرضته الحرب الروسية الأوكرانية، والتي جعلت الجزائر تتبنى مبدأ “الشراء دون شروط”.