رسالة من ذوي الهمم بمناسبة اليوم العالمي لذوي الإحتياجات الخاصة
بسم الله الرحمن الرحيم
– متى يسترد ألمعوق حقوقه و كرامته ؟
– قُدِرَ لفئة ذوي الإحتياجات الخاصة أن تبتلى بالعجز و الضعف و قلة الجهد و شح الحيلة .. و هذي لعمري مشيئة إلهية، فلا يملك المرء حيالهَا سوى قدر وافر من الجاد و الشجاعة و الرضا. فهي لا تخلو من الأجر إلا أن ما بسخط منه وتذمر، ويجر الخبر والصيق أن هذه الفئة لا تزال مهملة مهمشة ينذر أن يلتفت إليها المجتمع أو تحفل بها الدولة عدا بعض الكرنفالات التي تقام بين 14 مارس و 03 ديسمبر ، و هي إحتفالات يفوح منها النفاق والزيف سرعان ما يطوى ذكرها بمرور المناسبة و كأنها لم تكن . وكل ذلك السخف لا يعنينا في شيء و لا يخدعنا … إذا إن المهم أن تحفظ كرامة هذه الفئة و تؤمن سبل عيشها و تظفر بما هي أهل له من رعاية إهتمام، ونحسب أن ذلك ليس بعزيز على الدولة بل مجرد مطالب شرعية في حق فئة لا زالت تعاني التهميش منذ الأزل. و لا ننسى أن كثير من ذوى الإحتياجات الخاصة يحوزون هممًا عالية و يمتلكون قدرات مذهلة يعجز عنها المعافون الأصحاء أن لم يقل الأوائل ( و كل ذي عاهة جبار ). كما أنه ينبغي على المجتمع أن يترفع عن نظرة الشفقة و الأزدراء والتحقير للمريض، و يقر أنصافًا بحق ألمعوق في العيش الكريم أسوة بالمعافين .. و تلك هي العدالة التي ننشدها. ويعترف أيضًا بحقه في الحب و الزواج و إعمار أسر بعيدًا عن كل مظلمة و حيف قد تجني أمورًا لا يرضاه المولى عز وجل . و السؤال المطروح بحرقة ( متى يسترد المعوق حقوقه و كرامته؟. ومتى و يصان من الذلة و الهوان و الحاجة ، و متي ستصير مطالبه قضية العام كله لا مجرد شعارات تلوكها الألسن في المناسبات الرسمية آنفا الذكر . وهذه المطالب مشروعة و لا يستساغ النظر إليها على أنها منة مرجوة أو صدقة مرتقبة .. فإن يكن الأمر كذلك فإن المنية أشرف و سكنى اللحود عز لا يدانيه عز. و المطلوب صدور قانون حازم جاد بسلطة النفاذ و الإلزام الصارم قد يضم الحقوق الكاملة التامة لهاته الفئة. أما المنحة فينبغي أن تكون عادلة تحفظ ماء الوجه و تتيح للمعوق امتلاك زمان السكينة و الإستقرار في سكن محترم و في ظل زواج عفيف كريم. و لكن يحزننا أن بعض الأسر والعائلات تأبى تزويج المعاقين و تتكبر على مصاهرتهم بمبررات و حجج تافهة ظالمة قاسية . ما أقوله ليس جديدًا و لا هو عجب لكن المجتمع و كذا الدولة لا تهتم به، و لا تحفل به خارج نطاق التهريج المناسباتي و الوعود الكاذبة و الأماني المخادعة . و أين نحن من مثل التكافل الإجتماعي و التضامن و التراحم الأخوي و البذل؟
أم أن كل ذلك محض وهم لا أصل له في واقع الناس؟
وبعد ذلك كلنا أمل أن تأخذ الدولة مطالب ( ذوي الإحتياجات الخاصة ) مآخذ الجد بالأفعال .. لا الأقوال بالحقائق .. لا الأمنيات، و البرامج لا الخطب الرنانة البليغة المتخمة كذبًا و نفاقًا. كي تتأكد هذه الشريحة أنها فئة تستحق الحياة ؛ و لها أن تظفر بما ترجوه من مطالب و حقوق فهي كما أشرنا سلفًا تملك قدرات معجزة مدهشة لا يطالها الأصحاء. …. يتبع
هذا نداء ممزوج بالضيق ، فهل من مجيب ، أو نعتبره لا حياة لمن تنادي ؟
عيسى لرقط