افتتاح الطبعة ال13 للمهرجام الثقافي الدولي للمنمنمات وفنون الزخرفية بتلمسان
افتتحت مساء اليوم الأربعاء بمركز الدراسات الأندلسية بتلمسان الطبعة ال13 للمهرجان الثقافي الدولي للمنمنمات وفنون الزخرفة بمشاركة فنانين من 9 بلدان مع تخصيص تكريم للفنان التشكيلي أبوبكر صحراوي المتخصص في فن المنمنمات. أيقونة الفن التشكيلي في الجزائر نظير مساره الإبداعي الثري والحافل في مجال التشكيل.وتم بهذه المناسبة تدشين عدة معارض لفناني زخرفة ومنمنمات من مختلف الولايات الجزائرية وأيضا منإيران، أندونسيا، أوزبكستان، مصر، العراق، اليمن، سوريا، تونس و تركيا، وغيرها, وتميز ت هذه الطبعة بتخصيص جناح لفلسطين تضامنا مع الشعب الفلسطيني في غزة الذي يتعرض لعدوان صهيوني غاشم يضم أعمالا فنية لفنانين جزائريين تبرز عناصر التراث الثقافي الفلسطيني وصور عن معاناة الشعب الفلسطيني”. وحسب ذات المتحدثة, سيسلط الجناح المخصص لفلسطين في هذه الطبعة الاستثنائية التضامنية مع غزة ومن خلال أعمال لفنانين جزائريين الضوء على “جرائم المحتل الصهيوني من قتل وتشريد وتهديم للمعالم الأثرية والتاريخية ومحاولة طمس الهوية الفلسطينية إلى جانب التعريف بمخزون التراث المادي واللامادي الفلسطيني”.كما سيضم الجناح “تركيب فني ضخم يعكس مظاهر الخراب والدمار الذي طال مختلف مظاهر الحياة والإنسان في غزة في فلسطينحيث طاف والي تلمسان, السيد يوسف بشلاوي , رفقة رئيس المجلس الشعبي الولائي لتلمسان وممثل لوزيرة الثقافة والفنون وكذا محافظة المهرجان, بالعديد من الأجنحة التي ازدانت بلوحات ذات تعبير جمالي كبير تمثل مدارس فنية مختلفة, وبحضور فنانيها.وقال والي تلمسان أن هذا المهرجان هو بمثابة “ملتقى لهذا الفن الإسلامي, يجمع أشهر الفنانين من البلدان المتفوقة في هذا الاختصاص الفني واعتبر من جهته ممثل وزيرة الثقافة والفنون, مدير المدرسك العليا للفنون الجميلة طرشاوي بالحاج أن “المدرسة الجزائرية في فنون الزخرفة والمنمنمات قد قطعت أشواطا من التألق بفضل صحراوي ابو بكر راسم, وهو الرائد الكبير للفن التشكيلي الجزائري الحديث وفن المنمنمات بالتحديد, وتأثيره جلي على الفنانين الجزائريين الذين نبغوا في هذا الفن”, مضيفا أنه “استطاع أن يظهر براعة في تطوير التقنيات والانتقال بهذا الابداع من التقليد إلى المعاصرة مستفيدا من التجربة التشكيلية الأوروبية مع الحفاظ على الهوية الجزائرية”.ولفت السيد طرشاوي بالحاج إلى أن تنظيم هذه التظاهرة الدولية “يأتي ضمن سلسلة المهرجانات الثقافية التي دأبت وزارة الثقافة والفنون على تنظيمها خلال هذه السنة والتي ستصل مع نهاية شهر ديسمبر إلى 60 مهرجان تغطي أكثر من 38 ولاية بمختلف أشكالها”, مشيرا إلى أن هذا “سيعطي فرصة لإعادة النظر, في 2024, في هذه المهرجانات, من خلال توزيعها ودعمها ..”.وأوضحت من جهتها محافظة المهرجان, سامية قادرين, أن الهدف من هذا الأخير”إبراز خصائص المدرسة الإسلامية الجزائرية وتشجيع الفنانين من أجل الخوض في هذا الفن ومتابعته”, مضيفة أن هذه الطبعة “تتميز بدورات تدريبية ستحمل اسم بشير يلس تنظم لأول مرة لفائدة طلبة مدرسة الفنون الجميلة بعنابة وملحقة مدرسة الفنون الجميلة بعزازقة (تيزي وزو) وكلية الفنون الإسلامية بتلمسان والتي سيؤطرها نخبة من الأساتذة البارزين في مجال الفنون الإسلامية من الجزائر وتركيا وإيران وغيرها”.وكان حفل الافتتاح قد عرف أيضا عرض شريط فيديو حول حياة ومسار بشير يلس (1921 – 2023), وهي وقفة عرفان وتقدير لهذا الفنان الذي كرس حياته لخدمة الفن والثقافة الجزائرية, في التشكيل والمعمار, حيث أنجز منذ نهاية الستينيات سلسلة من الطوابع البريدية والجداريات التي استلهم فيها عناصر التراث الجزائري, كما شارك في تصميم العديد من مباني المؤسسات المعروفة في عدة مدن جزائرية, وقد تم في هذا الإطار تكريم عائلته.وتهدف هذه الطبعة، التي تحمل شعار”جسور ذهبية”، إلى تسليط الضوء على أبرز المدارس الفنية في العالم الإسلامي ومختلف التجارب الرائدة في هذا المجال والتي من بينها المدرسة الجزائرية وتجارب الفنانين الجزائريين في هذه الممارسة الفنية العريقة التي أرسى قواعدها في الجزائر محمد راسم, وتوفير جو للاحتكاك والتواصل بنظرائهم من البلدان ذات التقاليد في هذا المجال.وكذلك تم برمجة الطبعة الثانية للدورات التكوينية لفائدة طلبة مدارس الفنون الجميلة بكل من تلمسان، قسنطينة، الجزائر، وعزازقة، ينشطها فنانون وقامات جزائرية وأجنبية في فنون المنمنمات والزخرفة، يتم من خلالها تسليط الضوء على أهمية البحث العلمي والشق الأكاديمي وتوظيفهما في التعريف والحفاظ على هذا الإرث الفني العريقوسيكون اختتام المهرجان بإعلان نتائج المسابقة الدولية لـ “فن المنمنمات والزخرفة” التي تم إطلاقها في نوفمبر الماضي والتي تندرج في إطار الرفع من مستوى المنافسة بين الفنانين في هذا المجال حيث تشمل ثلاث جوائز في كل فئة.
زياني ايمان