تيبازة: ملتقى وطني حول التكوين المهني ومتطلبات مهن الإعلام والسينما والفنون
أشرف أمس السبت وزير التكوين والتعليم المهنيين ياسين مرابي من المعهد الوطـني المتخصص في التكويـن المهـني “عبد الحفيظ بوصوف” ببوسماعيل على افتتاح فعليات الملتقى الوطني الموسوم “بالتكوين المهني ومتطلبات مهن الإعلام والسينما والفنون” والذي يندرج في إطار سلسلة الملتقيات التي دَأَبَ قطاع التكوين والتعليم المهنيين على تنظيمها مع مختلف القطاعات والفاعلين الاقتصاديين والاجتماعيين، لتدعيم أُسُّسْ الشراكة البينية معهم، بهدف الإصغاء لاحتياجاتهم من مختلف المهن الـمُتصّلة بطبيعة أنشطتهم والتي يتّم من خلالها تزويدهم بالموارد البشرية الـمُؤَّهلة التي تُسَّاير التطورات الحاصلة في مـُختلف الميادين. تم تنظيم هذا الملتقى الوطني الذي إحتظنه مركز إمتياز لتقنيات الإعلام والاتصال و مهن الهواتف، و الذي يُعتبر من بين المؤسسات التكوينية النموذجية التي تُعنى بالتكوينات التقنية المتصِّلة بعالم الاتصال والإعلام، والتي هي نَتَاج المقاربة الجديدة التي تبناها قطاعنا في برنامج نشاطاته والقائمة على تطوير فروع الامتياز مع الشركاء من ذوي الريادة في التخصصات ذات الأولوية بالنسبة للاقتصاد الوطني، بهدف تحسين جودة و نوعية التكوينات الـمُوفّرة. وقال الوزير انه يسعى من خلال تنظيم هذا الحدث إلى مسايرة التطورات الحاصلة في ميادين الإعلام والسينما والفنون، من خلال، كما أسلفت ذكره، تلبية إحتياجات السوق الوطنية بالمورد البشري الـمُتخّصص في هذه الميادين، ويأتي كل ذلك، تماشيًا مع إلتزامات السيد رئيس الجمهورية الهادفة إلى الاعتناء بالإنتاج الفكري و الثقافي والفني، لخدمة النمو الاقتصادي، من خلال تطوير الصناعة السينمائية والثقافية و تشجيع الخبرة الوطنية في هذه المجالات وكذا خلق بيئة مواتية لظهور ونمو المواهب الفنية ، لا سيما بتشجيع مسارات تكوين دراسية و جامعية فنية و خلق بكالوريا فنية. وفي هذا السياق، وبهدف تحقيق هذا المسعى الذي يَرْقَى بالعملية الثقافية والفنية بمختلف جوانبها إلى مستوى التَمّيز، يُثْرِي من خلالها الساحة الوطنية بالمنتوج الفكري ذو البعد الوطني والذي سيحُدّ من تقديم الخدمات الـمُسّتَوْرَدَة التي غالبًا ما تكون بعيدة كُلَّ البُعْدِ عن منطلقاتنا الفكرية وثقافتنا الـمُشّبعة بقيم الوطنية. وأضاف مرابي أن قطاعه يسعى إلى توفير تخصصات وتكوينات في مختلف المستويات لفائدة الشباب من طالبي التكوين في هذه المجالات، لتدعيم قابلية تشغيلهم ولمرافقة الديناميكية التي تشهدها الساحة الإعلامية والثقافية والفنية بالبلاد وتوفير بيئة عمل مـُحَّفِزَة على الإبداع والابتكار لترقية قطاع السمعي البصري. ونوه الوزير بأن قطاع التكوين والتعليم المهنيين يبدى كامل استعداده للمساهمة في ضبط مخطط العمل المشترك لدعم وتطوير شعبة الفنون وامتداداتها في النظام التربوي ومآلاتها في الحياة الفنية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية والحضارية الـمُستّحدثة هذه السنة في طور التعليم الثانوي من التعليم العام والمـُفضية إلى أول بكالوريا في هذه الشعبة خلال السنة الدراسية 2023/2024، رفقة باقي القطاعات المعنية بالموضوع في إطار العمل الحكومي المتكامل و المشترك، تجسيدًا لقرارات رئيس الجمهورية إلى تفعيل دور الفن من منطلقات مرجعتنا الثقافية الأصيلة، على غرار الصناعة السينماتوغرافية والمسرح والموسيقى والفنون التشكيلية. وسيعكف المشاركون في هذا الـمُلتقى من خلال الورشتين الـمُبَرمـَجَّتين، على مناقشة وَتَدَارُس محورين أساسيين: محاولة حصر إمكانيات قطاع التكوين والتعليم المهنيين، لتوفير مُتَّطَلبات مهن الإعلام والاتصال، والمحور الثاني حول تحديد إمكانيات القطاع للاستجابة لحاجيات المهن المرتبطة بالسينما والفنون، بالتعاون الوثيق مع ممثلي وزارتي الاتصال والثقافة والفنون وكذا مختلف الفاعلين على الساحة الإعلامية والثقافية، بهدف الخروج بتوصيات فَاعِلة تسمح بإعداد تصور عصري ومستقبلي للشراكة بين قطاع التكوين والتعليم المهنيين ومختلف هذه الفواعل. كما ستسمح هذه التوصيات بحسب الوزير بتحديد إحتياجات المؤسسات المنضوية تحتها، من المهن والتخصصات المرتبطة بأنشطتها من جهة، ومن جهة أخرى تفتح المجال لهذه المؤسسات، من المساهمة في إثراء مدونة الشعب المهنية وتخصصات التكوين المهني، بتخصصات جديدة تساير التطورات والتحولات الحاصلة في الميدان. كما سيكون هذا الـمُلتقى فرصة سانحة لبلورة الاستراتيجية الإعلامية لقطاع التكوين والتعليم المهنيين، من خلال إشراك المكلفين بالإعلام على مستوى كل المديريات الولائية لتكوين والتعليم المهنيين عبر الوطن، في فعاليات هذا المـُلتقى للتطرق لـمختلف مكونات هذه الاستراتيجية والتي سيتم مناقشتها ضمن الورشة الأولى من هذا المـُلتقى ومن بينها كيفيات الـمُشاركة والـمُساهمة في عملية التخطيط للحملات الإعلامية والتحسيسية الـمُبادر بها على مستوى القطاع و كذا كيفية استغلال المنصة الرقمية الـمُسّماة “تسيير”، إلى جانب نقاط أخرى مرتبطة بالموضوع.
محسن بلقاسم