حفيظ دراجي يكتب: هل ظهرت معالم تشكيلة بلماضي ؟
قبل أسبوع واحد على دخول المنتخب الجزائري منافسة كأس أمم أفريقيا ضد أنغولا ارتفعت درجة الحمى في الأوساط الجماهيرية والاعلامية والفنية في الجزائر، بين متفائل ومتشائم ومتحفظ بشأن حظوظ الخضر في البطولة ، رغم كل الظروف والإمكانيات الاستثنائية التي وفرها الاتحاد الجزائري، و وتعدد الخيارات الفنية للمدرب ورغبة اللاعبين في الثأر للإخفاق في نهائيات الدورة السابقة في الكاميرون، والمباراة الفاصلة المؤهلة لكأس العالم في قطر، ما يزيد من حجم الضغوطات على المدرب جمال بلماضي رغم فوزه بالثلاثية في مباراته التحضيرية أمام توغو ، والتي كشفت عن معالم التشكيلة التي تخوض المباراة الافتتاحية.
جمال بلماضي خاض مواجهة الطوغو بتشكيلة أساسية تضم سبع لاعبين شاركوا أساسيين في دورة القاهرة قبل أربع سنوات، وهم عطال، ماندي، بن سبعيني، فيغولي، بن ناصر، محرز وسليماني ، اضافة الى أدم وناس ، وشارك فيها بونجاح وبلايلي ، وهي نفس التشكيلة التي ستخوض المباراة الأولى مع امكانية اقحام زروق مكان فيغولي لمرافقة بن ناصر وبن طالب بنفس منظومة اللعب 4-3-3 ، التي لا يبدو أن المدرب سيغيرها على الأقل خلال المواجهة الأولى، مع إمكانية تغييرها عند عودة محمد لمين عمورة في الخرجة الثانية أمام بوركينا فاسو ليلعب رفقة سليماني أو بونجاح في الهجوم وأربعة لاعبين في الوسط.
مثلما كانت الخيارات في إعداد القائمة كثيرة للمدرب جمال بلماضي فإن الخيارات الفنية والتكتيكية تبدو متعددة أيضا من خلال اعتماد نفس طريقة 4-3-3 ، أو 4-4-2 ، أو حتى 3-5-2 التي لعب بها المواجهة الفاصلة المؤهلة الى مونديال قطر ضد الكاميرون، بالاستناد على ماندي ، بن سبعيني و توغاي أو طوبة وبلعيد، ولاعبي الرواقين عطال وأيت نوري، وخماسي وسط متكون من محرز، بن طالب، بن ناصر وزروقي ، إضافة إلى ثنائي خط هجوم يتم فيه الفصل بين عمورة، بونجاح وسليماني، في حين يبقى بلايلي ، فيغولي، شايب وعوار في دكة البدلاء تحسبا لأي طارئ يمكن أن يحدث في مشوار لن يقل عدد مبارياته عن خمسة من أصل سبعة في مجموع مباريات المنتخب الذي ينشط النهائي.
الأكيد أن ماندريا سيكون الحارس الأساسي ، ويكون الدفاع متكون من عطال، أيت نوري ماندي بن سبعيني ، بينما يبقى محرز وبن ناصر وبن طالب من الثوابت التي لا تتغير إلا للضرورة، لكن مع ذلك يتوفر جمال بلماضي على مزيج بين لاعبي الخبرة الذين يسعون للثأر بقيادة فيغولي ، سليماني، بونجاح، وبلايلي ، وجيل جديد يقوده أيت نوري، شايبي ، عوار ، عمورة وبلعيد، يريد كتابة تاريخ جديد ، يمر حتما عبر بلوغ النهائي على الأقل لتعويض ما فات ، لذلك تجنب بلماضي أخطاء الدورة الماضية التي لم يرقى فيها التحضير لمستوى التطلعات، مقارنة بهذه المرة التي فضل فيها المدرب التنقل مبكرا الى توغو للتأقلم مع ظروف مشابهة لما سيكون عليه الأمر في كوت ديفوار، وخوض مباراتين وديتين تسمحان له بإجراء آخر الروتوشات.
المتشائمون على قلتهم في الأوساط الكروية الجزائرية يعتقدون أن اعتماد بلماضي على أربعة عشر لاعبا ممن شاركوا في دورة 2019، من أصل خمسة وعشرين لاعبا تم استدعاؤهم لدورة كوت ديفوار، يحمل دلالة واضحة أن بلماضي لم يستثمر في الاخفاقين الأخيرين لبعث نفس جديد في التشكيلة، في حين يرى المتفائلون أن الإصرار و الاستقرار هو مفتاح النجاح والتألق رغم كل الانتقادات التي تعرض لها المدرب منذ ما يقارب السنتين، بينما يتحفظ الكثير من المتابعين عن إبداء آرائهم لأسباب ذاتية تتعلق بطبيعة خيارات المدرب و جاهزية اللاعبين، وأخرى موضوعية مرتبطة بمستويات منافسين أقوياء يملكون مقومات التألق في كوت ديفوار.
بين هؤلاء وأولئك تبقى كل الاحتمالات واردة، لكن يبقى الجميع خلف منتخبهم كما عهدناهم ، بما في ذلك من ينتقدون خيارات المدرب منذ الإخفاق المزدوج بداية 2022 ، والذي سيكون أكبر محفز للمجموعة .
الخنساء خلفي