سطيف: الذكرى 65 لوفاة صاحب أهم مركز ثوري بدوار أولاد علي الشهيد “داهل الذويبي”
في أواخر شهر أفريل عام 1959 ، و بعد وشاية من طرف مخبرين ّحركى ّمن دوار أولاد علي بن ناصر الذين ابلغوا فرنسا عن وجود مركز سري لجيش التحرير الوطني يقع بمشتة بلوطةببلدية بني فودة ، حيث أن المركز هو بيت المناضل الشهيد داهل الذويبي المولود بتاريخ 1889 و الذي استشهد في شهر افريل من عام 1959. المركز السري يقع في مكان استراتيجي بسفوح جبل مجونس ، كان يستعمل كمركز عبور ما بين الولايات الأولى و الثانية و الثالثة ، كان مقر لاستراحة المجاهدين المتجهين نحو الشرق و كذا قوافل التموين المتجهة من منطقة سطيف نحو منطقة بابور و سرج الغول ، مر به العديد من المجاهدين الابطال منهم عمر محمد المدعو البوطويلي ، عبد القادر بولحية ، ، معيزة عيسى ، محمد نيمور ، محمد بلعابد ، الزايد ي ماضي ، مسعود معيزة ، امين النواري ، عمار جلابي و غيرهم و استعمل أيضا مقرا للاجتماعات الدورية لمسؤولي الدوار . في شهر افريل 1959 و بعد الوشاية من طرف الخونة الذي اعتقدوا أن المركز سيزوره في تلك الليلة مجموعة من المجاهدين لتناول وجبة العشاء وبعد أن شاهدوا سكان مشتة بلوطة في نهار ذلك اليوم يقومون بذبح مواشي لإحياء عادة الوزيعة ، ليقوم العدو بضرب حصارا شديدا على مشتة بلوطة ، و كان من ضمن العساكر الفرنسيين الذين حاصروا المشتة حركى مسلحين ، و جنود إحتياط جزائريين و أحد الأشخاص من دوار أولاد صابر الذي اجبروه بالقوة على حمل جهاز الاتصال اللاسلكي على ظهره مشيا من منطقة أولاد صابر شرق مدينة سطيف الى غاية مشتة بلوطة مرورا بمشتة الشعبية، حيث مكثوا هناك مدة ساعة حتى حلول الظلام ليتقدموا بعدها الى مشتة بلوطة قاصدين بيت المناضل داهل الذويبي متسللين في جنح الظلام مختبئين داخل مزارع الفول و الأحراش الى غاية وصولهم إلى البيت الذي كان به في ذلك اليوم احد المجاهدين القادة (عيسى بولفيزة) و الذي صادف قدومه للمركز مع قدوم العساكر الفرنسيين الذين أطلقوا عليه النار بجانب البيت لكنه نجى بأعجوبة ، ليتبين لاحقا أن احد جنود الاحتياط المشاركين في الحصار الذي كان على مسافة قريبة من المجاهد تعمد إطلاق النار فوق رأس المجاهد لكي يمكنه من الهرب و هذا حسب تصريح أدلى به بعد الاستقلال الشخص الذي أجبر على حمل جهاز الراديو لعساكر العدو . بعد نجاة المجاهد عيسى بولفيزة الذي استطاع الخروج سالما في جنح الظلام ، قام عساكر العدو بإطلاق كثيف للنيران على البيت من الأبواب و النوافذ ثم تسللوا داخل البيت ليجدوا صاحب البيت المناضل ” داهل الذويبي ” و الذي رغم كبر سنه و عدم حمله لأي سلاح الا انهم اطلقوا عليه النار و اصابوه في عدة أجزاء من جسمه منها ثلاثة رصاصات في القلب و سبعة رصاصات في البطن و رصاصة في الوجه و هو ما أكده لنا ” الطاهر داهل ” حفيد الشهيد الذي كان أول من التحق بالبيت رفقة والدته بعد استشهاد جده. في اليوم الموالي لاستشهاد المناضل داهل الذويبي قامت عساكر العدو بتجميع سكان مشاتي الدوار في منطقة (لبراشمة) بجوار مقبرة أولاد قاس و لم يكن السكان يعلمون باستشهاد المناضل الذويبي داهل حتى التحقت زوجة ابن الشهيد”داهل شلبية” رفقة حفيده الطاهر و التي سبت العساكر الفرنسيين و الحركى الذين كانوا معهم قائلة لهم ” أعلاه قتلتوه يا خونة لكان جيتو رجالة اطلعوا للجبل تواجه الرجال اللي مسلحين..”. ثم وجهت كلامها للحركة قائلة ” ما تحشموش تبيعوا بلادكم بجدق خبز يا خونة يا كلاب … العساكر الفرنسية صبت بعدها جام غضبها بالضرب و السب و الإهانة على الشباب و الشيوخ و حتى الأطفال الذين جمعتهم هناك ثم قام العساكر بالانسحاب آخذين معهم العديد من الأهالي الى مراكز الاستنطاق و التعذيب بالاوريسيا و عين الكبيرة . بعد هذه الحادثة أخذ البطل الشهيد عمر محمد المدعو البوطويلي على عاتقه الثأر لدم الشهيد و للكثير من الشهداء الاخرين الذي غٌدر بهم من طرف الخونة في دوار أولاد علي بن ناصر حيث قامت الثورة بإصدار حكم الإعدام على هؤلاء الخونة بعد أن تأكدوا من خيانتهم ليتم تصفيتهم من طرف البوطويلي ، الذي استشهد هو الآخر رحمه الله في معركة طاحنة بين المجاهدين و قوات العدو الفرنسي بواد غريبة بمشتة واد صفصاف بتاريخ 16 جانفي 1962.
مجاهد العمري