أبواق المخزن تستفز الشعب المغربي بعبارة “كلنا إسرائيليون”
يعيش المغرب صراعا عنيفا منذ بداية الحرب الصهيونية على غزة، ففي الوقت الذي لم تتوقف المسيرات الداعمة للشعب الفلسطيني والمطالبة بطرد ممثل تل أبيب في الرباط، كشّر دعاة التطبيع المسنودون من المخزن عن أنيابهم بتأكيد ولائهم للكيان الصهيوني دون مراعاة لمشاعر أغلبية الشعب المغربي، الذي يرى في اكتفاء القصر العلوي ووزارة الخارجية ببيانات التنديد والتأسف، خيانة لآلاف الضحايا الذي سقطوا بفعل الهجمات الوحشية لجيش الاحتلال على قطاع غزة, ولن يقود قطار الخيانة والولاء للنظام الصهيوني، إلا شخصيات معروفة، يعرف الجميع أنّها ناطقة باسم القصر العلوي ورئيسه الصهيوني أندري أزولاي، ومن بينها الإعلامي رضوان الرمضاني، الذي أعلن خلال إحدى البرامج الإذاعية عن تشبثه بالدفاع عن التطبيع مع الكيان الصهيوني رغم كل المجازر والمذابح التي يرتكبها في حق المدنيين العزل في فلسطين، وهو ما أحدث جدلا كبيرا وأثار استنكار الكثير من المغاربة، الذين لم يكتفوا بالرد على هذا “العميل” من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، بل رددوا خلال مسيرة الرباط الداعمة لغزة، شعارات تندد بالرمضاني، ومالك صحيفة “الأحداث المغربية” أحمد الشرعي، الذي كتب مقالا عنونه “كلنا إسرائيليون”, هذا المقال، دفع برئيس المرصد المغربي لمناهضة التطبيع، أحمد ويحمان، إلى اتهام الشرعي بأنّه عضو في مجلس الإدارة في “منظمة جيس الصهيونية العالمية، التي يرأسها عقيد في جيش الحرب الصهيوني اسمه عيران ليرمان”, كما شدد ويحمان على أنّ ما يقوله الرمضاني هو ترديد لتعليمات العقيد الصهيوني عيران ليرمان تحت إشراف السلم الإداري, وهاجم متظاهرون خلال المسيرة التي شهدتها مدينة طنجة، كلا من رضوان الرمضاني وأحمد الشرعي، كما يظهر ذلك فيديو انتشر على نطاق واسع في مواقع التواصل الاجتماعي.
نقابة الصحافيين تعتبر تصريحات الرمضاني والشرعي حرية رأي
ما حدث يؤكد أنّ هناك فجوة كبيرة النخبة في المغرب والتي تمثلها أبواق المخزن الإعلامية وعامة الشعب، بدليل أنّ “النقابة الوطنية للصحافة المغربية” انتصرت للشرعي والرمضاني، حيث عبّرت عن تضامنها معهما، على خلفية ما وصفته بـ “حملة للتشهير ضدهما”، خلال المسيرة التضامنية مع الشعب الفلسطيني بطنجة, وقالت النقابة في بيان لها أنّها “اطلعت على مقطع من فيديو لمسيرة نظمت بطنجة تضامنا مع الشعب الفلسطيني، يتضمن شعارات رفعت من مكبر صوت تحمل تهجما على الزميلين أحمد الشرعي ورضوان الرمضاني، وتصفهما بعبارات تدخل في خانة التشهير والتحريض والكراهية”, وأضافت في بيانها: “النقابة الوطنية للصحافة المغربية تعتبر أنّ حرية الرأي والتعبير يجب أن تكون مكفولة لجميع الأطراف، ويجب حمايتها، ورفض أي انتهاك يطالها، سواء صدر الانتهاك من طرف السلطات أو جهات سياسية أو أفراد يستغلون وضعيات معينة للدعوة لتكميم الأفواه تحت أي مسوغ كان”!!!!
زكريا نايلي