غالي معسكر.. هل ينطفئ حلم الصعود؟

غالي معسكر.. هل ينطفئ حلم الصعود؟

مع إسدال الستار على مرحلة الذهاب، يجد فريق غالي معسكر نفسه أمام تحدٍ صعب، حيث لم يتمكن من جمع أكثر من 20 نقطة، ليبتعد بفارق 15 نقطة عن متصدر الدوري، و5 نقاط فقط عن منطقة الخطر، محتلًا المركز السابع مناصفة مع اتحاد بشار الجديد ووداد مستغانم. هذه النتائج خيّبت آمال أنصار النادي الذين كانوا يمنّون النفس بتحقيق حلم الصعود، خاصة وأن هذه السنة تصادف مرور مئة عام على تأسيس الفريق، وهو ما كان سيشكل إنجازًا تاريخيًا يُخلّد اسم النادي في ذاكرة الكرة الجزائرية.

الأزمات التي عانى منها الفريق خلال مرحلة الذهاب لعبت دورًا كبيرًا في تراجع النتائج. فقد تناوب على العارضة الفنية ثلاثة مدربين في فترة قصيرة، ما جعل الاستقرار الفني شبه معدوم. ولعل ما زادت الطين بلة هي الإقصاء من منافسة كأس الجمهورية على يد رائد القبة، وهي البطولة التي كان يعوّل عليها الفريق لتحقيق انتفاضة معنوية تعيد الثقة للاعبين.

في هذا السياق، كشف المدرب الحالي حاج مرين عن حجم الصعوبات التي واجهها الفريق قبل مواجهة رائد القبة، مشيرًا إلى أن نقص التعداد كان السبب الرئيسي في هذا الإقصاء، حيث تدرب الفريق أسبوعًا كاملًا بـ11 لاعبًا فقط من الأكابر بسبب موجة الإصابات التي ضربت التشكيلة، بالإضافة إلى مغادرة بعض اللاعبين. هذه الظروف وضعت الفريق في موقف حرج، وكشفت عن عمق الأزمة التي يعاني منها النادي على المستوى الإداري والفني.

رغم هذه العثرات، يبقى الأمل في تحقيق الصعود قائمًا، لكنه يتطلب تحركًا سريعًا وحاسمًا من جميع الأطراف المعنية. أول خطوة يجب أن تكون من إدارة النادي التي يتوجب عليها استغلال فترة الانتقالات الشتوية لتدعيم الفريق بلاعبين من ذوي الخبرة والكفاءة، قادرين على تقديم الإضافة الفورية ورفع مستوى التشكيلة. مثل هذه الصفقات لا يجب أن تكون عشوائية أو تقليدية، بل يجب أن تعكس تطلعات النادي في تحقيق حلم الصعود واستعادة هيبته.

إلى جانب ذلك، فإن الحفاظ على استقرار الجهاز الفني بقيادة حاج مرين ودعمه بخطة واضحة للمرحلة القادمة سيكون أمرًا أساسيًا. فالمدرب يحتاج إلى وقت كافٍ للعمل على تحسين الأداء الجماعي للفريق، واستعادة الروح القتالية لدى اللاعبين. كما يجب العمل على الجانب النفسي للاعبين لتعزيز ثقتهم بأنفسهم وإقناعهم بأن الصعود ما زال ممكنًا، حتى وإن كان الأمر يتطلب مجهودًا مضاعفًا في مرحلة الإياب.

وبالنسبة للأنصار، فإن دورهم في هذه المرحلة لا يقل أهمية عن دور الإدارة والجهاز الفني. الدعم الجماهيري دائمًا ما كان عنصرًا حاسمًا في تحفيز اللاعبين ودفعهم لتقديم أقصى ما لديهم. وإذا كان حلم الصعود قد يبدو بعيدًا على الورق، فإن كرة القدم لطالما أثبتت أنها لعبة المفاجآت التي لا تعترف بالمستحيل، بشرط أن تتوفر الإرادة والعمل الجاد لتحقيق الهدف.

ختامًا، يبدو أن غالي معسكر أمام منعطف مصيري في تاريخه. تحقيق الصعود بمناسبة مرور مئة عام على تأسيس النادي سيكون إنجازًا يُخلّد في ذاكرة النادي وأنصاره، لكنه يتطلب تضافر الجهود واتخاذ قرارات حاسمة وسريعة. فهل يتمكن الفريق من قلب الموازين واستعادة الأمل، أم أن حلم الأنصار سيبقى مؤجّلًا لموسم آخر؟ الأيام القادمة كفيلة بالإجابة.

عبد الرحمان بن لزرق

wbc-medea

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *