سليمان عليه السلام و الشكر في رمضان قصة ملهمة
في شهر رمضان المبارك، شهر الخير و البركات، نستلهم من قصص الأنبياء عليهم السلام دروسًا و عبرًا قيمة، و من بين هذه القصص الملهمة، قصة سيدنا سليمان عليه السلام، الذي آتاه الله ملكًا عظيمًا و قدرات خارقة, و مع ذلك كان دائم الشكر و الامتنان لله تعالى.
قصة سليمان عليه السلام و الشكر:
يُذكر في القرآن الكريم كيف أن سيدنا سليمان عليه السلام كان يتفقد مملكته، وفي إحدى المرات، سمع نملة تحذر بقية النمل من جنوده، فتبسم ضاحكًا من قولها، ثم توجه إلى الله تعالى بالدعاء: “رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَ عَلَى وَالِدَيَّ وَ أَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ و أَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ” (النمل: 19), هذا الدعاء يعكس مدى امتنان سيدنا سليمان عليه السلام لنعم الله عليه، و كيف أنه كان ينسب الفضل دائمًا إلى الله تعالى، و لم يغتر بملكه و قوته.
فضل الشكر في رمضان:
في شهر رمضان، تزداد أهمية الشكر و الامتنان، فهو شهر النعم و الخيرات، حيث يتفضل الله تعالى على عباده بالرحمة و المغفرة و العتق من النار.
- الشكر يزيد النعم: قال تعالى: “لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ” (إبراهيم: 7)، فالشكر هو مفتاح المزيد من النعم
و البركات.
- الشكر يزكي النفس: الشكر يطهر القلب من الغرور و الكبر، و يجعله أكثر تواضعًا و تقديرًا لنعم الله.
- الشكر يقرب إلى الله: الشكر هو تعبير عن حبنا و تقديرنا لله تعالى، و هو من أفضل العبادات التي تقربنا إليه.
- الشكر سبب للسعادة: عندما نركز على النعم التي لدينا، نشعر بالسعادة و الرضا، و نتجنب الشعور بالحسد و الغيرة.
عبر ودروس مستفادة:
- أن نتذكر نعم الله علينا، و نشكره عليها في كل وقت و حين.
- أن نتواضع و ننسب الفضل لله تعالى، و لا نغتر بما لدينا من قدرات و إمكانات.
- أن نستغل شهر رمضان لزيادة شكرنا لله تعالى، و التعبير عن امتناننا لنعمه.
- أن نغرس في نفوس أبنائنا قيمة الشكر و الامتنان، و نعلمهم كيف يكونون شاكرين لنعم الله.
شهر رمضان الفضيل, فرصة لجعل الشكر و الامتنان جزءًا من حياتنا، و لنستلهم من قصة سيدنا سليمان عليه السلام كيف نكون شاكرين لنعم الله علينا، و كيف نستخدم هذه النعم في طاعة الله و خدمة عباده.
أمال سعاد سوداني
