بين الحقيقة العلمية والمعرفة السائدة في المجتمع، تساؤل مثير للجدل بين العامة ” هل حقا صورة آخر ما شاهده المتوفي تبقى مطبوعة داخل العين ” ؟

بين الحقيقة العلمية والمعرفة السائدة في المجتمع، تساؤل مثير للجدل بين العامة ” هل حقا صورة آخر ما شاهده المتوفي تبقى مطبوعة داخل العين ” ؟

هل تعلم أن بصمة إصبعك ليست خاصيتك الفريدة الوحيدة؟ لذا صنف خبراء الطب الشرعي السمات من الأصابع إلى العين والشفاه و5 أنواع من إجمالي 12 نوعا من البصمات تساهم في إكتشاف الجناة الحقيقيين، فالعلوم الجنائية تعتبر ذات مكانة كبيرة وبارزة في مسألة مكافحة الجرائم، وقد ازدادت أهمية العلوم الجنائية في العصر الحديث نتيجة التطور التقني والعلمي، ومن الحقائق التي لا يمكن إغفالها أن هناك تلازما بين كل من التقدم العلمي وتطور أسلوب إرتكاب الجريمة، ففي الأزمنة المنصرمة كان المجرم كما هو معلوم يرتكب جريمته بأسلوب بدائي يتناسب مع إمكانات عصره. أما في العصر الذي نعيش فيه الآن فقد تطورت الأساليب الإجرامية باستخدام الوسائل الفنية الحديثة، الأمر الذي دفع معه الباحثين في هذا المجال إلى بذل المزيد والمزيد من الدراسة والجهد والتعمق، وذلك لاكتشاف ما هو باطن من العلوم والمعرفة، بما يحقق معه التفوق والسيطرة على المجرم مهما كانت درجة خطورته ليسود الأمن والأمان، وتعتبر البصمة أو البصمات من أهم وأبرز الأساليب العلمية لاكتشاف الجريمة وهوية مرتكبها. و الآن سأسلط الضوء من خلال علوم مسرح الجريمة على كيفية مساهمة بصمة العين في الوصول إلى هوية الجناة.

بصمة العين:

بصمة العين هو نظام جديد للتعرف على هوية الأشخاص يعتمد على تقنية من أدق التقنيات الحيوية المستخدمة للتعرف على هوية الأفراد حيث إنها تعتبر الأسهل تطبيقا على الأشخاص من بين أنواع البصمات الأخرى، وذلك أنه يمكن أخذ بصمة العين دون علم أو حتى شعور الشخص أنه يتم قراءة بصمة عينه بواسطة كاميرات الفيديو ذات الدقة العالية التي تستخدم لقراءة البصمة للعين حيث لا يوجد عينان متشابهتان في كل شيء على مستوى جميع البشر أو للشخص الواحد. بصمة العين لها استخداماتها في المجالات الأمنية خاصة في المطارات والموانئ، وإجراءات فحص بصمة العين للقادمين من كافة المنافذ الحدودية لضبط جميع الأشخاص المخالفين للقانون والمحكوم عليهم والمبعدين عن الدولة لأي سبب، وكذا مرتكبي الجرائم الجنائية، وكذا تم استخدامها في البنوك ككلمة سر. وبصمة العين لا تطابق في أي عين مع عين شخص آخر. حتى العين اليمنى في الشخص الواحد لا تتطابق مع العين اليسرى. وقزحية العين بها 266 خاصية قياسية عكس بصمات الأصابع التي بها 40 خاصية قياسية يمكن التعرف عليها. إن التشابه الكبير بين بصمة العين وبصمة الأصبع يقضي باعتبارهما على نفس الدرجة في إثبات الهوية والشخصية، وبما أن الدلائل العلمية تشير الى اعتبار بصمة الأصبع دليلا لإثبات الهوية، فإن القياس الذي يجعل من بصمة الأصبع أصلا ومن بصمة العين فرعا يستلزم إعطاء بصمة العين حكم بصمة الأصبع وبالتالي يكون لبصمة العين في التحقيق والكشف عن هوية ما لبصمة الأصبع بخاصة في مجال التعرف على هويات الأشخاص المفقودين في الكوارث والزلازل، ويمكن لهذا النوع من البصمات أن يكون دليلا قويا في إثبات الشخصية والتحقق من الهوية نظرا لما تتمتع به من ميزات تشريحية وفسيولوجية تفوق غيرها من البصمات، وهذه الميزات هي
أن قزحية العين تشبه بصمة الأصبع من حيث أن لكل شخص بصمته اليدوية وبصمته القزحية. كما أن لهاتين البصمتين ميزة البقاء والديمومة لأنهما تظلان مع المولود من المهد الى اللحد. لا تتغيران بتغير العمر الزمني حيث تحتفظ كل منهما بخصائصها في سن الطفولة والشباب والشيخوخة. تتميز بصمة العين بأنها لا تتطابق في أي عين مع عين شخص آخر حتى العين اليمنى في الشخص الواحد لا تتطابق مع العين اليسرى. كان خبراء علم الجريمة يعتقدون ان قزحية عين المتوفي تحتفظ بآخر لحظة من حياته وبهذا يمكن الحصول على صورة القاتل، وقد حاولو الاعتماد على هذه المسألة في كشف المجرم ولكن البحوث التي اجريت فيما بعد فندت تماما هذا الإعتقاد الخاطيء. والطريقة الجديدة التي توصلو اليها تبين ان العين تعكس بوضوح كاف ما يراه الانسان، وهذا يدل على ان تحليل صور الضحية يمكن ان يدلنا على القاتل. تزود عدة علماء بآلات تصوير مزودة بفلاش “flash” تلتقط الصور بدقة عالية، والتقطا صورا لشخص وقف مقابله خمسة متطوعين. بينت الصور الملتقطة بدرجة 5400 بيكسل و7200 بيكسل، وجود حوالي 54 ألف نقطة في القزحية. وبعد تقريب هذا الجزء من الصورة تمكن العالمان من انتقاء بعض الاماكن التي تعكس صور المتطوعين. كل من هذه الصور يتكون من 322 نقطة، وهي غير واضحة، ولكن مع ذلك كان بالامكان التعرف على اصحابها. وعرض العلماء هذه الصور على مجموعة متطوعين وطلبو مقارنتها بصور المتطوعين. حيث تمكن اعضاء هذه المجموعة الذين لم يسبق لهم ان التقوا اصحاب الصور من التعرف بنسبة 71 بالمائة على اصحابها، في حين بلغت هذه النسبة 84 بالمائة عند الذين سبق لهم ان التقوا اصحاب الصور التي عكستها القزحية. هذه النتائج تشير الى انه بالامكان التعرف على الاشخاص حتى اذا كانت الصور غير واضحة.
طبعا، هذه الطريقة في التعرف على الاشخاص، لا تعني انه اصبح من السهولة التعرف على المجرم، وذلك لأن القوانين المرعية تفرض وجود صور واضحة.

زينب مداني

wbc-medea

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *