رمضان فرصة ذهبية.. كيف تستثمر وقتك في شهر القرآن والخير؟

رمضان شهر الخير و البركة، شهر تتضاعف فيه الحسنات و ترفع فيه الدرجات، فرصة عظيمة للمسلمين للتقرب إلى الله وزيادة رصيدهم من الطاعات و العبادات, و لا شك أن الوقت في هذا الشهر الفضيل له أهمية قصوى، فكل دقيقة فيه ثمينة يجب استغلالها على أكمل وجه.
أهمية الوقت في رمضان:
- موسم الخيرات: رمضان موسم للخيرات و البركات، تفتح فيه أبواب الجنة و تغلق أبواب النار،
و تضاعف الأجور، لذا يجب اغتنام كل لحظة فيه, قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة، وغلقت أبواب النار، وصفدت الشياطين”.
- شهر القرآن: رمضان شهر القرآن، و فيه أنزل القرآن الكريم، لذا يجب تخصيص وقت كافٍ لتلاوة القرآن و تدبر آياته, قال الله تعالى: “شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ
و الْفُرْقَانِ”.
- فرصة للتغيير: رمضان فرصة للتغيير و التطوير الذاتي، للتخلص من العادات السيئة و اكتساب العادات الحسنة.
- شهر العبادة: رمضان شهر العبادة و التقرب إلى الله تعالى، لذا يجب تكثيف العبادات و الطاعات فيه.
كيفية استغلال الوقت في الطاعات و العبادات:
- تلاوة القرآن: تخصيص وقت يومي لتلاوة القرآن الكريم و تدبر آياته، و يمكن تقسيم الورد اليومي إلى أجزاء صغيرة لتسهيل الالتزام به.
- الصلاة: الحرص على أداء الصلوات في وقتها، و الإكثار من النوافل و السنن، و صلاة التراويح في المساجد.
- الذكر و الدعاء: الإكثار من ذكر الله تعالى و الدعاء في كل وقت، و خاصة في أوقات الاستجابة مثل وقت السحر و قبل الإفطار.
- الصدقة: الإكثار من الصدقات و التبرعات، و إطعام الطعام للمحتاجين و الفقراء.
- صلة الرحم: الحرص على صلة الرحم و زيارة الأهل و الأقارب، و تقوية الروابط الاجتماعية.
- الاعتكاف: الاعتكاف في المساجد في العشر الأواخر من رمضان، للتفرغ للعبادة و التقرب إلى الله تعالى.
نصائح لتنظيم الوقت في رمضان:
- التخطيط المسبق: وضع جدول زمني يومي أو أسبوعي لتنظيم الوقت و تحديد الأولويات.
- تحديد الأهداف: تحديد الأهداف التي يرغب الشخص في تحقيقها خلال شهر رمضان، مثل ختم القرآن الكريم أو حفظ جزء منه.
- تجنب الملهيات: تجنب الملهيات التي تضيع الوقت، مثل مشاهدة التلفاز أو استخدام وسائل التواصل الاجتماعي بشكل مفرط.
- النوم الكافي: الحصول على قسط كافٍ من النوم للحفاظ على الطاقة و التركيز خلال النهار.
- الاستفادة من الأوقات المهدرة: استغلال الأوقات المهدرة، مثل وقت الانتظار أو المواصلات، في ذكر الله أو الاستماع إلى القرآن.
- تنويع العبادات: التنويع في العبادات و الطاعات، و عدم الاقتصار على نوع واحد، لتجنب الملل و زيادة النشاط.
الوقت كالسيف:
الوقت هو الحياة و العمر، و عمر الإنسان ليس إلا هذه الثواني و الدقائق التي يعيشها لحظة بلحظة، و كل ساعة تمضي من العمر تقربنا من الدار الآخرة, و الوقت مع أنه أثمن ما عني الإنسان بحفظه، فهو في المقابل أسهل ما يضيع عليه، و نحن وإن كنا لا نسمح لغيرنا أن يسرق أموالنا، لكننا – و مع الأسف الشديد- قد نسمح و ربما نبارك لهم سرقة أوقاتنا و أعمارنا و هذه هي المصيبة الكبرى؛ لأن المال قد يعوض، أما الوقت فلا يمكن تعويض لحظة منه بكل ذهب الدنيا, قال صلى الله عليه وسلم: “نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة و الفراغ”.
رمضان فرصة لا تعوض:
رمضان فرصة ذهبية لا تتكرر إلا مرة واحدة في العام، لذا يجب اغتنامها على أكمل وجه، و استغلال كل لحظة فيها في الطاعات و العبادات، ليكون شهر رمضان بداية جديدة لحياة مليئة بالخير و البركة و التقرب إلى الله تعالى, قال تعالى: “وَالْعَصْرِ * إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَ تَوَاصَوْا بِالْحَقِّ
و تَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ”.
أمال سعاد سوداني.