في رحاب رمضان.. سيرة النبي صلى الله عليه وسلم في شهر القرآن

كان شهر رمضان بالنسبة للنبي محمد صلى الله عليه و سلم شهرًا مميزًا، شهرًا للعبادة و التقرب إلى الله، شهرًا للجود و الكرم، شهرًا للانتصارات العظيمة, لقد كان صلى الله عليه و سلم قدوة حسنة للمسلمين في كيفية استغلال هذا الشهر الفضيل، و فيما يلي بعض جوانب سيرته في رمضان:
1. العبادة والتقرب إلى الله:
- قيام الليل: كان النبي صلى الله عليه وسلم يحيي ليالي رمضان بالصلاة و التهجد، و كان يصلي التراويح مع الصحابة في المسجد، ثم يصلي في بيته.
- تلاوة القرآن: كان جبريل عليه السلام يدارس النبي صلى الله عليه وسلم القرآن في رمضان، و كان النبي صلى الله عليه وسلم يكثر من تلاوة القرآن و تدبر آياته.
- الاعتكاف: كان النبي صلى الله عليه وسلم يعتكف في العشر الأواخر من رمضان، يتفرغ للعبادة
و الذكر و الدعاء.
2. الجود و الكرم:
كان النبي صلى الله عليه وسلم أجود ما يكون في رمضان، و كان ينفق على الفقراء و المحتاجين، و يطعم الطعام, و عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس، و كان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل، و كان يلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن، فلرسول الله صلى الله عليه وسلم أجود بالخير من الريح المرسلة”.
3. أحداث مهمة في رمضان:
- نزول القرآن: نزل القرآن الكريم في ليلة القدر من شهر رمضان، و هي ليلة خير من ألف شهر.
- غزوة بدر الكبرى: وقعت غزوة بدر الكبرى في السابع عشر من رمضان في السنة الثانية للهجرة، و هي أول معركة فاصلة في تاريخ الإسلام.
- فتح مكة: تم فتح مكة في العشرين من رمضان في السنة الثامنة للهجرة، و هو حدث عظيم أعز الله به الإسلام و المسلمين.
4. هديه في الإفطار و السحور:
- كان النبي صلى الله عليه وسلم يعجل الإفطار، و يفطر على رطبات أو تمرات، فإن لم يجد حسى حسوات من ماء.
- كان يتسحر، و يحث على السحور، و يؤخر السحور إلى قبيل الفجر.
- عن أنس بن مالك رضي الله عنه: “أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أفطر عند أهل بيت قال لهم: أفطر عندكم الصائمون، و أكل طعامكم الأبرار، و صلت عليكم الملائكة”.
5. هديه في رمضان بشكل عام:
- كان صلى الله عليه وسلم يكثر في هذا الشهر من أنواع العبادات، فكان جبريل (عليه السلام) يدارسه القرآن في رمضان.
- و كان عليه الصلاة والسلام حين يلقاه جبريل أجود بالخير من الريح المرسلة، و كان أجود الناس،
و أجود ما يكون في رمضان، يكثر فيه من الصدقة و الإحسان و تلاوة القرآن، و الصلاة و الذكر
و الاعتكاف.
- و كان يخصُّ رمضان من العبادة بما لا يخص غيره من الشهور، حتى إنه ربما واصل الصيام يومين
أو ثلاثة ليتفرغ للعبادة، و ينهى أصحابه عن الوصال (الصيام المتواصل)، فيقول: (إني لست كهيئتكم، إني أبيت يطعمني ربي و يسقيني).
- و كان عليه الصلاة والسلام يحث على السحور، وصح عنه أنه قال: (تسحروا، فإن في السحور بركة).
- و كان من هديه تعجيل الفطر، و تأخير السحور، فأما الفطر فقد ثبت عنه من قوله و من فعله أنه كان يعجل الإفطار بعد غروب الشمس و قبل أن يصلي المغرب، و كان يقول كما في الصحيح: (لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر).
- و كان يفطر على رطبات، فإن لم يجد فتمرات، فإن لم يجد حسى حسوات من ماء.
- و كان يدعو عند فطره بخيري الدنيا و الآخرة.
- و كان صلى الله عليه وسلم لا يدَع الجهاد في رمضان، بل إن المعارك الكبرى قادها صلى الله عليه وسلم في رمضان، و منها بدر، و فتح مكة، حتى سمي رمضان شهر الجهاد.
- و كان يصوم في سفره تارة، و يفطر أخرى، و كان يخير أصحابه بين الأمرين، و كان يأمرهم بالفطر إذا دنوا من عدوهم؛ ليتقووا على قتاله.
- و كان صلى الله عليه وسلم يعتكف في العشر الأواخر من رمضان حتى توفاه الله عز وجل، ليجتمع قلبه على ربه عز وجل، و ليتفرغ لذكره و مناجاته، و في العام الذي قُبض فيه صلى الله عليه وسلم اعتكف عشرين يوماً.
- و كان إذا دخل العشر الأواخر أحيا ليله، و أيقظ أهله، و شد مئزره مجتهداً و مثابراً على العبادة
و الذكر.
لقد كان شهر رمضان بالنسبة لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم شهرًا للتقرب إلى الله، و زيادة الأعمال الصالحة, و تجديد الإيمان، و هو قدوة لنا في كيفية استغلال هذا الشهر الفضيل.
أمال سعاد سوداني